بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
بين أيديكم منهج للمهتدين الجدد للمستوي التمهيدي أرجومنكم جميعا أن لا تبخلوا علينا من تعديل وإضافة مايحتاج إلي إضافة وذلك أن المهتدين بحاجة ماسة إلي عناية وتركيز وهم يختلفون تماما من المسلمين حيث أنهم قضوا معظم أيامهم علي ديانة غير الإسلام والآن لما أسلموا ستبقي أكثر تلك العقائد موجودة في أذهانهم لأن الشخص يتأثر عادة بميزة من ميزات الإسلام ويسلم فالمسئولية تأتي عند تربية المهتدين حيث نراعي عند تربيتهم تلك العقائد التي كانوا عليها قبل الإسلام ونقوم بدحضها بطريقة مبسطة سهلة ولينة ويتضح أهمية هذه النقطة من مطالبة بعض الصحابة حديثي العهد بالإسلام أن يجعل لهم ذات أنواط كما لهم ذات أنواط
فعن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، إنها السنن، قلتم -والذي نفسي بيده- كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لتركبن سنن من قبلكم رواه الترمذي وصححه
تأمل _أخي الداعية _ كيف أن الصحابة وهم حديثي عهد بالإسلام عرضوا علي النبي صلي الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط كما للمشركين ذات أنواط وكان هذا بسبب جهلهم عن عقائد الإسلام مع أنهم أسلموا – فلو أننا قمنا بتعليمهم كيفية الوضوء والصلاة وتحفيظهم السورالكثيرة ولكن بقوا علي ماكانوا عليه من العقائد فماذا يكون حالهم عندما يرجعون إلي أسرتهم ولاسيما إذا كانوا في منطقة كثر فيها الشرك والبدع -
وأوضح مثال لذلك عقيدة أغلبية المسلمين في شبه القارة الهندية حيث أسلموا جماعات وأفواجا متأثرين بالدعاة والتجار القادمين إليهم ومعاملتهم الحسنة معهم ولكن لم يتم تربيتهم علي العقيدة الصحيحة فظهربينهم الشرك والبدع والأغلبية من المسلمين للأسف يُعرفون بالذهاب إلي الأضرحة المبنية علي القبور
المهم أرجو من الإخوة الذين لديهم خبرة في هذا المجال أن يراجعو هذه المادة ويجعلوها صالحة لأن تكون منهج للمهتدين الدارسين في المستوي التمهيدي ، وهذا المنهج أصلا هو كتاب " كيف تدخل في الإسلام " ؟ للشيخ محمد سليمان الأشقر ولكن بتغييرات بسيطة وإضافات عليها بالإضافة إلي التمارين بعد كل درس .
تمهيد
أخي المهتدي! كم تري نفسك سعيدا عندما عرفت خالقك الذي خلقك ولم تكن شيئا ويربيك منذ أن كنت نطفة في بطن أمك إلي أن تموت، فهذا الدين الذي اخترته هو دينك أنت، ليس دين المسلمين ولا دين العرب فلست ممن غيرت دينك بل رجعت إلي دينك السابق الذي فطرك الله عليه ، يقول النبي صلي الله عليه وسلم : كل مولود يؤلد علي الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ( رواه البخاري ومسلم )
أخي المهتدي! انظر إلي الملايين من الناس ممن حولك الذين يتخبطون خبط عشواء ويعبدون ما لا يضرهم ولا ينفعهم بل كانوا أناسا مثلهم لايملكون نفع أنفسهم فكيف بمن سواهم حتي لو قيل لهم أن يخلقوا ذبابا لايستطيعونها وإليه أشار الله سبحانه وتعالي بقوله : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ الحج (73) فقد من الله عليك واختارك من بين الملايين من الناس وهداك لدينه فاشكر الله علي هذه النعمة العظيمة التي لا توازيها أية نعمة في الدنيا البته
واعلم أن الله سبحانه وتعالي أوضح للبشرية الصراط المستقيم عن طريق أنبياءه الذين أرسلهم من لدن آدم إلى محمد صلي الله عليه وسلم، الذي ختَم به الرسالة، وأنزل عليه القرآن الكريم آخر الكتب السماوية فلا سعادة للبشرية في الدنيا والآخرة إلا بالإسلام ، وحاجتهم إليه أعظم من حاجتهم للطعام والشراب والهواء يقول سبحانه وتعالي أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ(سورة آل عمران : 83 ) ويقول سبحانه {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ }آل عمران 19 ويقول جل وعلا : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ(سورة آل عمران : 85 )
والإسلام هو دين التوحيد ، دين الأخلاق، دين الرحمة والسلامة، دين المساوات، دين الأخوة والمحبة، دين التقوي، ودين البر، ودين الحسن والجمال
أخي المهتدي ! فقد أعلنت إسلامك عن اقتناع فإنك بذلك فتحت صفحة بيضاء في سجل أعمالك.أما ما مضى قبل ذلك من الأعمال السيئة فإن الله يغفره لك بإسلامك، وأصبحت الآن كأنك ولدت في الإسلام من جديد، وعليك أن تنمو في الإسلام وتكبر فيه، ويمكن أن تتساءل كيف الطريق إلي ذلك ؟ فإليك بعض النصائح
(1) اختر سكنا مناسبا وحاول أن تسكن مع المسلمين الملتزمين حتي تتعلم عن الإسلام أكثر فأكثر
(2) إحضر صلاة الجمعة ، لتستمع إلى خطبة الجمعة ، ولتصلي مع المسلمين.
(3) حاول أن تصلى في المساجد الإسلامية الصلوات الخمس عندما لا يكون في ذلك مشقة عليك.
(4) حاول أن تخبرالإخوة المسلمين ممن حولك عن إسلامك ِّواتخذ لك صديقا مُرْشِداً من المسلمين ممن لديهم علم بدينهم ليوضح لك ما قد يخفى عليك من الأمور الدينية.
(5) واظب علي حضور الدروس الأسبوعية في لجنة التعريف بالإسلام حتي تتعلم عن الإسلام
(6) حاول أن تدعو أخاك أو صديقك للدخول في الإسلام.
وصلي الله علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
الإسلام
إعلم أن الإسلام عندما يطلق فهو يشمل ثلاثة أمور العقائد والعبادات والمعاملات
أما العقائد : فهي التي تسمي بأركان الإيمان وهي الإيمان بالله ، والملائكة ، والكتب السماوية ، والرسل ، واليوم الآخر، والقدر.
أما العبادات فهي الشعائر وفروض العبادة ، مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج.
أماالمعاملات فهي تشمل كل أنشطة الحياة المتعلقة بالفرد أو الأسرة أو المجتمع أو الأمة الإسلامية ككل ، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو قضائية أو أخلاقية ... إقليمية أو عالمية. والمعاملات حين تؤدي امتثالا لشرع الله تتحول إلى لون من العبادة بمعناها العام.
أركان الإيمان
الإيمان بالله
نؤمن بوجود الله سبحانه وتعالي وهذا النظام المحكم لليل والنهار وتعاقبه منذ ملايين السنين ومجئ الشتاء والصيف، وهب الرياح وأمطار السماء لخير دليل علي وجود ه سبحانه وتعالي ، كما نؤمن بأن الله الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد وليس له كفوا أحد ، هو خالقنا وخالق كل شيئ وربنا ورب كل شيء. وكل شيء سواه مخلوق وعَبْدٌ مربوب لا يملك مع الله شيئا حتى الملائكة والأنبياء عبيد مربوبون لله. ومنهم عيسى ومحمد (صلى الله عليه وسلم) ، ليس لهما من الربوبية شيء. ونعتقد أن الله حي قيوم أول بلا ابتداء آخر بلا انتهاء. وهو سميع يسمع جميع الأصوات ، بصير يرى كل شيء. وهو رحمن رحيم ، قادر على كل شيء. ونعتقد أن الله خلقنا من العدم. وجَعَلنا في أحسن تقويم. وهو أنعم علينا بكل النعم. ولذلك لا يجوز لنا أن نعبد أحداً سواه ، ولو كان مَلَكا مُقَرَّبا ، أو نبيًّا مُرْسَلاً. فلا يجوز الصلاة أو السجدة أو الدعاء أو الإستغاثة أو الذبح لغير الله يقول الله تبارك وتعالى :قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
الإيمان بالملائكة
نؤمن بأن لله ملائكة خلقهم ليعبدوه ، وينفذوا أوامره .ويكونوا سفراء بينه وبين الأنبياء من البشر . ومن الملائكة جبريل الذي كان يأتي بالوحي إلى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) . ومن الملائكة ميكائيل الذي يأتي بالمطر . ومنهم ملك الموت الموكل بقبض أرواح الناس عند موتهم . والملائكة عبيدٌ لله مكرمون عنده . ولذلك فنحن نحترمهم ونكرم ذكرهم . ولكن لا نعبد أحداً منهم ولا ندعوه –
تمرين
• الأسئلة : (1) لماذا خلق الله الملائكة ؟ (2) أذكر إسم 3 من الملائكة والأعمال الموكلة إليهم؟ هل من الملائكة من يعصون الله ؟ (3) هل يجوز أن نسأل المطرمن ميكائيل عليه السلام مثلا وندعوه لأجله ؟
• تعلم : إسأل أستاذك هل للملائكة أصل في بعض الديانات ؟ وكيف أصبح الناس يعبدونها؟
الإيمان بالكتب السماوية
نؤمن أن الله أنزل على بعض الرسل كتبا ليبلغوها إلى الناس. منها (صحف إبراهيم) .ومنها (التوراة) التي أنزلت على موسى ومنها (الزبور) الذي أنزل على داود ومنها (الإنجيل) الذي أنزل على عيسى ومنها القرآن الذي أنزل على محمد، صلى الله عليهم وسلم أجمعين وقد اندثرت أصول الكتب السابقة على القرآن ،ونسخ القرآن جميع ما قبله من الكتب فلا نجاة للبشرية إلا بالإيمان به وقد وحفظه من كل تبديل وتحريف قال الله تعالى في شأن القرآن الكريم : )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ( (سورة الحجر 9)