المسيرة الرياضية] البداياتولد "أليساندرو" لأبوين إيطاليين وهما "جينو" و"برونا" دل بييرو في 9 نوفمبر 1974 في قرية "ساكون" بمقاطعة سان فينديميانو الإيطالية ونشأ مشجعا لنادي يوفنتوس ومتأثرا باللاعب الفرنسي ميشيل بلاتيني وكان يمارس الكرة في صغره في قريته إلى جانب شقيقه "ستيفانو" الذي لعب لفترة قصيرة محترفا في نادي سامبدوريا في الثمانينيات من القرن الماضي.[1] بدأ اللعب في صنف الصغار لنادي "اتحاد كونيليانو وسان فينديميانو" المحلي، ثم تدرج إلى صنف الشباب في سن 13 سنة منتقلا إلى نادي بادوفا الذي أصبح لاعبا اساسيا في صفوف قسم المحترفين فيه في سن ال17. وفي 1991 صعد نادي بادوفا النادي إلى القسم الثاني من الدوري الإيطالي لعب خلاله دل بييرو لمدة سنتين اشترك خلالهما في 14 مباراة.
مع يوفنتوس الملحمة التورينيةأختير فرانكو كاوزيو اللاعب السابق في يوفنتوس ومسؤول الانتدابات فيه للتعاقد مع "دل بييرو" بعد أن لفت الأنظار بشدة خلال موسميه الذين قضاهما في بادوفا. دل بييرو الذي حقق حلمه في اللعب ليوفنتوس لم يجد صعوبة في التأقلم مع ناديه الجديد إذ لعب مباراته الأولى في 12 سبتمبر 1993 أمام اي سي ريجينا وسجل هدفا بها ثم سجل هاتريك بعد ذلك بقليل أمام نادي بارما. أصبح دل بييرو بعدها من أبرز مهاجمي الفريق الذي كان آنذاك يضم مهاجمين من الطراز الرفيع وهم روبيرتو باجيو وجيانلوكا فيالي وفابريدزيو رافانيلي، وفي موسم 1994-1995 تمكن النادي من الفوز بالسكوديتو بعد أن غاب عن خزائنه لعشر سنوات بمساهمة كبيرة من دل بييرو الذي سجل 8 أهداف ذلك العام[2]. وفي العام الموالي قرر اليوفنتوس الاستغناء عن روبيرتو باجيو والمراهنة على نجمه الجديد "دل بييرو". و في تلك السنة قدم دل بييرو أداء رائعا وساهم بقسط كبير بفوز ناديه بدوري أبطال أوروبا على حساب أياكس أمستردام في المباراة النهائية في نهائي مثير أقيم في روما حسمته ضربات الترجيح، و رغم أنه لم يسجل في النهائي ولكنه قدم أداء متميزا فيه وقبل ذلك قدم أداء مبهرا في ادوار الكأس وخصوصا في الربع النهائي عندما ازاح دل بييرو نادي ريال مدريد بتسجيله هدفا مميزا من ضربة حرة في وقت قاتل من المباراة.
دل بييرو يرفع كأس دوري أبطال أوروبا 1995-1996بعد ذلك بدأ "دل بييرو" في نحت مسيرة رياضية ملفتة، إذ في عام 1997 فاز مع اليوفنتوس بالدوري الإيطالي مرة أخرى ووصل بفريقه كذلك إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الذي خسره أمام بوروسيا دورتموند الألماني بنتيجة 3 أهداف لهدف على الرغم من أن "دل بييرو" سجل فيه هدفا جميلا بكعب القدم. سنة 1998 كانت سنة مشابهة لسابقتها بالنسبة لدل بييرو وناديه أداء ونتائج إذ فاز النادي مرة أخرى بالسكوديتو وخسر في نهائي دوري أبطال أوروبا، هذه المرة أمام ريال مدريد بهدف لبريدراج مياتوفيتش، ورغم ذلك كانت تلك السنة من أروع السنوات في تاريخ مسيرته إذ قدم أداء خياليا خلالها جعلت الجميع يتوقع فوزه بجائزة أفضل لاعب في العالم التي تقدمها الفيفا ولكنه حل تلك السنة بعد البرازيلي رونالدو، وسجل فيها 32 هدفا منها 22 في الدوري و 10 في دوري الأبطال وكان هدافه ذلك العام وقد سماه رئيس النادي بال"بينتريتشيو" وتعني "الفنان المبدع". و لكن رغم ذلك تعرض في تلك السنة لعدة صعوبات وعراقيل منها اصابة تعرض لها في نهائي الدوري الأوروبي حرمته من مونديال فرنسا 1998، مما جعل أسطورة كرة القدم الإيطالية روبيرتو باجيو يقتنص مكانه في تشكيلة المنتخب الإيطالي الذي خسر ربع النهائي بضربات الجزاء أمام البلد المنظم فرنسا التي فازت بالبطولة تلك السنة. و في 8 نوفمبر 1998 تعرض دل بييرو لاصابة خطيرة على مستوى الركبة في مباراة اليوفنتوس أمام أودينيزي أبعدته عن الملاعب لمدة 9 أشهر. وعاد بعد الأصابة إلى الملاعب وقدم مردودا مقبولا في اليوفنتوس عاد على اثره إلى المنتخب الإيطالي وشارك في المباريات الأخيرة من تصفيات اليورو 2000 سجل فيها هدفين في ثلاث مشاركات. ثم شارك في نهائيات البطولة وقد فضل المدرب الإيطالي اشراك لاعب فريق روما فرانشيسكو توتي اساسيا في الفريق مكانه فكان احتياطيا في المباراتين الأوليين ثم أشرك اساسيا في المباراة الثالثة أمام السويد والتي سجل بها هدف الفوز. وبعد أن كان احتياطيا في ربع النهائي أمام رومانيا، أشركه المدرب أساسيا في مباراة النصف النهائي أمام هولندا المرشح بقوة آنذاك لنيل اللقب وكانت مباراة صعبة على الإيطاليين الذين لعبوا بعشرة لاعبين بعد طرد زامبروتا في بداية المباراة ولكن الفريق لعب دفاعيا إلى اخر المباراة وقدم دل بييرو أداء رائعا في دور لعبه لأول مرة وهو دور لاعب خط الوسط المتأخر [3] ثم فازت إيطاليا بضربات الترجيح بعد مباراة مثيرة اضاع فيها الهولنديون الكثير من الفرص ابرزها ضربتي جزاء في الشوط الثاني من المباراة[4] لتلعلب إيطاليا المباراة النهائية أمام فرنسا. هذه المباراة تعتبر ذكرى سيئة لدل بييرو واحبائه إذ بعد دخوله في بداية الشوط الثاني وبعدما كانت إيطاليا متقدمة بهدف نظيف، أضاع دل بييرو عدة فرص منها انفرادين تامين بحارس المرمى فابيان بارتيز، وبعد ذلك خسرت إيطاليا بهدفين. بداية موسم 2000-2001 كانت أصعب بداية موسم لدل بييرو إذ قدم بداية مردودا باهتا ثم أعقب ذلك خبر وفاة والده في فبراير 2001، ولكنه سرعان ما استعاد مردوده وابداعه وقد سجل في ذلك الموسم هدفا أسطوريا أمام باري، واتبعه باخر أمام لاتسيو. و في موسم 2001-2002 اثر عودة مارتشيلو ليبي عادت الألقاب ليوفتوس ونجمه، فحقق النادي السكوديتو وكأس السوبر وكان الثنائي "دل بييرو - تريزيغي" ثنائيا حاسما مسجلا في الدوري وحده 40 هدفا [5]. بعد نهاية الموسم شارك دل بييرو في كأس العالم 2002 وكانت المشاركة عموما متوسطة له إذ انه جلس في المباراتين الأوليين احتياطيا واشترك في المباراة الثالثة أمام المكسيك وساهم بترشح بلاده لثمن النهائي بعد أن سجل أمام المكسيك هدف التعادل [6] لكن إيطاليا سرعان ما خرجت من الكأس بعد خسارتها من كوريا الجنوبية. و في موسم 2002-2003 ساهم دل بييرو بشكل كبير في احراز فريقه اليوفنتوس للدوري الإيطالي رقم 27 في تاريخه وقد سجل فيه 16 هدفا، وساهم أيضا بصعود فريقه إلى نهائي دوري ابطال أوروبا في نهائي جمع فريقين إيطاليين خسرها بضربات الترجيح [7].
دل بييروسنة 2004 تميزت بقدوم فابيو كابيلو لتدريب النادي ومع ان الخلافات دبت بينه وبين دل بييرو، إلا أن الأخير قدم مردودا رائعا ذلك الموسم وسجل لناديه 14 هدفا وفي المباراة الفاصلة التي حددت بطل إيطاليا ذلك الموسم اهدى دل بييرو تمريرة حاسمة لتريزيغي سجل منها هدف الفوز على الميلان وبذلك فاز اليوفنتوس باسكوديتو ذلك الموسم. و في موسم 2005 ارتأى كابيلو اشراك زلاتان إبراهيموفتش اساسيا في المباريات مكان دل بييرو مما خلف حالة من الحنق حول هذا المدرب عجلت برحيله[8]، وفي يناير 2006 دخل دل بييرو تاريخ ناديه من بابه الكبير إذ أصبح الهداف الأول في تاريخ يوفنتوس متخطيا جامبييرو بونيبيرتي صاحب ال182 هدفا لليوفنتوس [9]. و في ذلك الموسم أيضا سجل اهدافا حاسمة ابرزها هدف الفوز امام الانتر من ضربة حرة في السان سيرو اهدى بها الفوز لناديه وكان ذلك هدفا من ال12 هدفا التي سجلها دل بييرو ذلك الموسم في مسابقة الدوري التي فاز بها النادي قبل أن يفقدها بعد فضيحة الكالتشيوبولي.
المغامرة في الدرجة الثانية
دل بييرو في حصة تدريبية موسم 2006-2007بعد فضيحة الكالتشيوبولي وهبوط اليوفنتوس إلى الدرجة الثانية من الدوري الاٍيطالي، اختار دل بييرو بالإضافة إلى كل من نجوم الفريق تريزيغي ونيدفيد وبوفون وكامورينيزي البقاء مع ناديهم في محنته وقرر دل بييرو آنذاك تمديد عقده مع ناديه لثلاث سنوات اضافية، هذا العقد وقع توقيعه رسميا بعد عام من قرار اللاعب [10]. و في 17 فبراير وفي مباراة جرت في ملعب "الأولمبيكو" تمكن دل بييرو من تسجيل هاتريك في مباراة جمعته بنادي "كروتوني" انتهت بفوز اليوفنتوس بخماسية نظيفة [11]. أعاد دل بييرو الكرة مرة أخرى بتسجيل لثلاثية من ضربة حرة وضربة جزاء وتسديدة من خارج منطقة الجزاء ساهمت بفوز فريقه على "بياتشنزا" بعد أقل من شهر. و في 10 أبريل من نفس العام وفي المباراة الحاسمة التي حددت ملامح المتصدر الذي سيعود إلى الدرجة الأولى فاز اليوفنتوس على نادي نابولي بهدفين احرز دل بييرو أحدهما واحرز الاَخر كامورينيزي [12]. وفي منتصف شهر مايو سجل اللاعب هدفين أمام نادي بولونيا دعمت رصيده في طليعة هدافي الدرجة الثانية والذي احرزه في ذلك العام ليضيفه لألقابه الشخصية [13]. هذا النجاح ساهم بسرعة في عودة اليوفنتوس للدرجة الأولى. رشح دل بييرو بعدها بثلاثة أيام لجائزة "القولدن فوت" ويفوز بها ليصبح بذلك أول لاعب في التاريخ يفوز بها وناديه ينتمي إلى الدرجة الثانية[14]، وقد حصل دل بييرو على أكثر من 30000 صوت من جملة 140000 مصوت متفوقا على كل من البرازيلي روبيرتو كارلوس والإنجليزي ديفيد بيكهام [15]