احاسيس مجنونه
________________________________________
لماذا وأنت تضعني في قبر الفراق على عجل ... لم تتوقف لإعادة التراب إلى مكانه
فتركت القبر مكشوفاً ... تنبعث منه رائحة الحب الميت ... فآذيتهم وآذيتني ؟
نطقت قبلك الكثير
لم تكن أولى كلماتي
كتبت قبلك الكثير
لم تكن أولى كتاباتي
سردت قبلك الكثير
لم تكن أولى حكاياتي
نزفت قبلك الكثير
لم تكن أول جراحاتي
الفرق بينك وبين الذين مروا
قبلك
أني كنت مماتهم ... وأنت كنت مماتي
تعال نذهب هذا المساء إلى البحر
اسرقني
أو أسرقك
أو ليسرق كلانا الآخر
لننسلخ من هذا العالم
الذي برغم اتساعه لا يتسع
لقلبين في حالة حب
هذه كفي ... خذني معك
لننس كل الأشياء خلفنا
أجهدني القلب
وأجهدك العقل
فلنبحر في اتجاه ذلك الأزرق
كطفل وطفلة
نتجرد من أحذيتنا
ندفن في الرمال أقدامنا
تقذفني بماء البحر وأقذفك
بالكرات الرملية
أضع على أُذنيك قوقعة تهمس
لك كم أحبك
تبني لي من الرمال قصراً
وأصنع لك من الرمال تمثالاً
ونركض
نركض
نركض
بلا انتهاء نركض
وتغني لي : أحبيـــــــــــني بلا عُقــــــــــــــــــد
وهناك
أحبك بلا عُقـــــد
احذر
لا تفتح عينيك !
فنحن الآن في حالة من الحلم
الجميل
أسألك بالله ... هل تظن ؟
هل تظن ؟
أني طفلة سأكبر وأنساك ؟
أو مراهقة سأنضج وأنساك ؟
أو مريضة سأشفى وأنساك ؟
أو مجنونة سأعقل وأنساك ؟
أو خائنة سأستبدلك وأنساك ؟
أو مسحورة ستُتلــــى علي آيات
الله وأنساك ؟
أوراق من الورد
كنت قد جهزتها لك
كي أنثرها على فراشك قبل
النوم
لكنني اكتشفت هذا المساء
أنك لا تعرفني
وكأنك قد فقدت ذاكرتك بي
وكأنني كنت أمام رجل ميت
أعترف لك ...
بدأت أجنحتي تتدرب على الرحيل
فالطيور لا تحلق حول التماثيل طويلاً
قميصك الممزق
وصلني منذ زمن
ومازلت أحتفظ به
لأنه الدليل الوحيد على براءة
الذئب
فعلتها امرأة
ولم يفعلها الذئب
فقميصك الممزق
ملطـــخ بأحمــــــر شـــفاه
هاأنذا أتسلل إلى هنا
إلى دفتر الرسائل
في هذا الوقت المتأخر من
الليل
أتسلل إليك على غفلة من
عقلي وكبريائي
أتسلل إليك لإحساسي بأن هذا
الدفتر بيتي
فجلت أتفقد فيه أطفالي
وأتفقدك ؟
فكيف أنت ؟
كيف أنا بك ؟
كيف هو حنينك إلي ؟
كيف هي غيرتك علي ؟
طمئني عليك ؟
فمازال أمرك يعنيني
مازال أمرك يشقيني
مازالت فكرة الفراق ترعبني
ما زلت أبحث عنك
بذهول أعمى فقد بصره
مازلت أشتاق إليك
بغصة أُم فقدت ابنها البكر
ولا حول ولا قوة لها إلا الصبر
مازلت أناديك ...
برعب أنثى حاصرتها وحوش
الزمن من كل الجهات
فأطلقت صوتها تستنجد بك
أنثاك تموت
أنثاك تُسلب
أنثاك تُطارد
فهل تسمعني إذ أناديك ؟
إني أذبل كالورد
إني أنطفئ كمصابيح الطريق
إني أذوب كشمع الليالي
إني أختنق كالغريق
إني مصابة بك كالمرض
إني مشتعلة بك كالحريق
فهذا الحنين ينخر في عظامي
وهذا الفراق يطفئ بريقي
لماذا لم تكسر أجنحتي قبل أن
تقرر الرحيل
كي لا أفكر في الطيران إليك ؟
لماذا لم تطفئ عيني قبل أن
تقرر الرحيل
كي لا أبحث في زحامهم عنك ؟
لماذا لم تبتر يدي قبل أن
تقرر الرحيل
كي لا أستمر في الكتابة إليك ؟
لماذا لم تقطع لساني قبل أن
تقرر الرحيل
كي لا أنادي باسمك عليك ؟
لماذا لم تسرق مني خيالي
قبل أن تقرر الرحيل
كي لا أسافر كل ليلة إليها
وإليك ؟