أما إذا وقع في ضيق من العيش ، أو إذا ألَمّت به كربة وضائقة مالية ، فلا يقلّل ذلك من إيمانه شيئاً ، ولا يزعزع ثقته العميقة بالله وتوكّله عليه ونراه يقول :
◊ الشِدَّة ما هي مدّة
أي أن الشدّة وهي الكربة التي تحلّ بالإنسان في بعض الأوقات لا تطول مُدتها وسرعان ما تختفي ويحلّ الفَرَج مكانها ، وهذا يقال عادة لتعزية المرء ومواساته في شدته ، أي لا تقلق فإنَّ فَرَج الله قريب .
◊ اللي ناوي على الستر الله بيستره
أي أن من ينوي العيش بكرامة وبإستقامة ، دون أن يلجأ إلى الكسب الحرام ، فإن الله يستر حاله ويهيء له رزقه من حيث لا يحتسب .
◊ من مشى وجا ما خَيَّب الله له رجا
أي أنّ من يسعى في طلب الرزق من أجل إعالة عائلته وأبنائه بالرزق الحلال ، فان الله سبحانه كفيلٌ به وبرزقه ، وييسر له ما يعتاش منه ، ويفرج عليه ويزيل كربته .
◊ ربّك بيجيبها على أهون سبايب
أي أن الله سبحانه وتعالى يلهم المرء إلى ما فيه الخير ، ويدلّه على طريق الرشاد ، ويسهّل أمورة وييسر له من حيث لا يحتسب ، يقوله من يصعب عليه الحصول على بعض الأمور ، ثم لا يلبث أن تأتيه منقادة ميسرة دون أي مشقة أو عناء .
◊ الشكوى لغير الله مذلة
قد يتجرع البعض مُرّ الفاقة وقلة المال وقِصَر ذات اليد ، وقد يعانون من شدة الفاقة والعوز ويصبرون على ذلك صبر المؤمن الذي يرضى بمشيئة الله وحكمه ، وإذا سألهم أحد الناس عن حالهم يقولون له الشكوى لغير الله مذلة .
وفي المرافق الحياتية الأخرى نراهم يقولون :
◊ اصرف ما في الجيب ياتيك ما في الغيب
أي لا تبخل على عيالك واصرف عليهم وانفق عليهم مما أعطاك الله ، فإن الله سبحانه وتعالى كفيل برزقك ورزقهم لأنه لا ينسى من فضله أحداً .
◊ خُذ من عبد الله واتّكل على الله
يقال عندما يذهب أحدهم لأحد المُشَعْوِذين ، أو لأحد الأطباء ، فإذا لم يثق به وشَكَّ في أمره وأمر علاجه ، فإذا سأله أحد عنه وعن علاجه يقول خذ من عبد الله واتكل على الله ، أي ان الله هو الذي يشفي وليس دواء أو وصفة هذا المشعوذ أو الطبيب .
◊ الدين محور ما وراه مدَوّر
الدين هنا هو القَسَم وحلف اليمين ، ومن يحلف يميناً وهو كاذب فانه يكون عرضة لغضب الله سبحانه وتعالى ولشدة عقابه . والدين ( القسم ) من العادات التي يلجأ اليها القضاء العشائري لإنهاء بعض الخصومات ، وهو الوسيلة الأخيرة التي يلجأ اليها القضاء لأنهم يخشونه ولا يلجأون إليه إلا عند الضرورة القصوى .
◊ رضى الوالدين من رضى ربّ العالمين
إن رضى الوالدين وطاعتهما تعتبر من رضى الله وطاعته ، وعلى المرء أن يحترم والديه ويطيعهما ولا يعصيهما وأن يكون رؤوفاً بهما محسناً إليهما فهذا من رضى الله وطاعته ، وتقول الآية الكريمة في سورة الإسراء :"وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ، إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما " .
◊ العبد في التفكير والرب في التدبير
أي بينما يكون المرء يفكر في الأمر النازل به ، ولا يجد له مخرجاً منه ، يتولاه الله عز وجل بلطفه وتدبيره ، فيأتيه بالفرج من حيث لا يحتسب .
◊ الطَّمَع في الدين
أي أن الطمع لا يُحمد إلا في الدين ، أما في سواه من الأمور فهو مكروه وغير مرغوب فيه.
◊ ما ظَلّ في العمر قد ما مضى
أي أن العمر قد مضى أكثره ، وفي ما تبقى يجب أن نعمل صالحاً ، وأن نعطي الله حقّه في الصلاة والصوم والعبادة ، فإن الدنيا لا تغني عن الآخرة ، وعلينا أن نعمل لآخرتنا كما نعمل لدنيانا .
◊ من دَنَّتْ رحايله رَحَل
أي من حان أجله ، واقتربت نهايته ، فانه يموت ويرحل عن هذه الدنيا الفانية ، ولا يستأخر عن وقته شيئاً ، لأن هذه سنة الله في عباده .
◊ الحي ما بيرافق الميت
أي أن الحي لا يدفن مع الميت ، وبمجرد الإنتهاء من الجنازة فان الناس يعودون إلى حياتهم الطبيعية ، ومزاولة أعمالهم الإعتيادية .
◊ الدنيا بتروح خراريف
أي أن الإنسان يمضي وتبقى أعماله ونوادره والقصص التي كان يحكيها على ألسنة الناس ، يقال ذلك عندما يتذاكر الناس قصةً حدثت مع أحد معارفهم الذين أصبحوا في ذمة الله ، وكأنّ أعمال الإنسان أبقى منه وأخلد .
◊ العُمْر كله مدرسة
أي أن الإنسان يتعلم طيلة حياته ، ويكتشف دائماً أشياء جديدة وخبرة متجددة في رحلة عمره ، فالحياة أشبه بمدرسة يتعلم فيها الإنسان من تجاربه وتجارب غيره .
◊ العمر مُطراد فَرَس
أي أن العمر قصير ، كأنه مسافة سباق قصيرة سرعان ما تصل الفرس إلى نهايتها ، وعلى الإنسان أن يستغل هذه الفترة إن كان في إنجاب الأولاد أو في غيره قبل أن تداهمه الشيخوخة والكبر .
◊ اللي له عمر ما بتهينه شِدّة
أي أنه ما دامت للإنسان بقية من العمر فانه يخرج سالماً معافى من الحوادث التي تُلمّ به ، ويخرج من كل مكروه دون أن يصيبه ضررٌ أو أذى .