الى اعز ما في الوجود .. الى من ابقاهم الزمان لي ولم يرتحلوا عني ..
الى الاصدقاء كافة .. بعد التحية والسلام ..
احمل اليكم اجمل الكلمات التي ازينها بأزهار الوفاء وورود الصدق والاخلاص ..
فهذه الدنيا صفحات كتاب تطويها الايام .. نمر من خلالها عبر تمتمات الشفاه وحروف الكلام والكلمات ..
نلتقي في الدنيا من وراء حجب
من وراء الحدود والمسافات البعيدة .. نلتقي بأرواحنا التي تسبق
لقاء اجسادنا .. فتمر الايام والاسابيع ..
و يغيب من يغيب عن الانظار ..
نفتقدهم.. نشعر بغيابهم الطويل.. نحس اننا افتقدنا شخص له مكان دافئ
بيننا
وبعد الغياب, يأتي الحضور .. وفي صحبتهم اعذارهم التي يلتمسونها ليطمئنونا
ونعود من جديد بفرح ذلك العود الحميد ونكتب من جديد .. كلمات جميلة ..
نخطها بل نعدها خصيصاً لمن نعزهم في الدنيا .. نعم انها من اجل اعز الاصدقاء ..
فتبصر العين العين .. وتبصر بعد ذلك وجوههم النيرة بالايمان والصدق ..
ونغدوا بدنيانا اسعد الناس .. نقفز من شدة الفرح .. نغني .. من طرب ارواحنا ..
نصرخ او ربما نبكي لأننا شعرنا بحلاوة تلك المحبة التي تلامس افئدتنا ..
نتأمل براءتنا ونسترجع ايام طفولتنا فتحلو بنا الدنيا .. ونستذكر ما مر علينا
عندما كانت شقاوتنا تجتاح الاماكن التي اجتاحتها طفولتنا ..
نقطف الورود ونهديها لبعضنا البعض ..
نجمع اوراق الاشجار التي كتبنا على جذوعها
تاريخ صداقتنا الخالدة .. لتخلّد من بعدنا مع تلك الشجرة المعمرة في الدنيا ..
نراقب غيوم السماء التي نتخيلها اشكال مختلفة .. فخيالنا الذي نستعين به لنسيان
الواقع المؤلم هو النعمة وهو طريق النجاة المؤقت لنصل الى بر الامان ..
كل هذه
التعابير لا تفي ولن تترجم ما نحمله من حب اخوي وصداقة صادقة كبيرة وعظيمة تجاههم
وتجاه كل صديق شهد على حزننا ومأساتنا ما شهدته طوال حياتي .. فقلوبنا التي عاشت مع
الحزن سنين .. لا يجد احد يواسيه ويبعده عن الاحزان غير اعزائه .. وربما ينعزلون عنا
وربما يغلقون على أنفسهم منافذ النور ليبكوا وحدهم ويذرفوا الدموع .. حتى لا يراها احد ..
وحتى لا يلاحظ احد من صوتهم نبرة حزينة .. يختلون بوحدتهم.. ولكن مهما بعدوا عنا يعودون من
جديد و كلهم امل ان يجدونا مجدداً من حولهم.. لأننا كل مالديهم بدنياهم ..
فالصداقة بدون تواصل
كالجسد بدون روح .. والصداقة بدون محبة كالوردة بدون تربة .. هذه الصداقة جنتنا التي
تعيش فيها سعادتنا .. فإذا نحن حافظنا عليها .. دامت السعادة والمحبة .. واينعت الازهار
ونمت الاغصان وغردت عليها الطيور .. وإذا نحن اهملناها .. تجردت منها معالم الحياة
واصبحت الرياح تعصف برمال صحراءها ..
وبعد هذا اللقاء .. وان كان برسالة تتأملها قلوبنا
المشتاقة لسماع كلمة او قراءة ما خطته ايدينا يرتوي ذلك الظمأ الذي في العروق ويعود سريان
الدم الذي يسري معه ذلك الحب الذي ينبع من القلب ويجتاح اجسادنا وارواحنا ..
وفي الختام .. لا يسعني سوى ان اقدم لكم احترامي وتحياتي القلبية والحارة
<<<وسلامي لكم