الحب ) اسم كم صال وجال في قصائد الشعراء .. وكم تفوهت به افواه وألسنة الفلاسفه .. وكم سالت اقلام الكتاب بالكتابة عنه .. دون ان يصل احد لتعريفه!!
وعلاقة هذا الاحساس (المر واللذيذ في آن) بحواء كعلاقة الجوع برغيف الخبز ..
نعم !!.. فما ان نتذكر (حواء) حتى نتذكر (الحب) وما ان نتذكر الحب حتى نتذكر (حواء) إبتداءا بالأم ومرورا بـ (الطفوله) وإنتهاءا بالحبيبة وقد ذكرت الطفولة لانها مفردة مؤنثه .
وعودا للحب وعلاقته بهذا المخلوق الـ (الحوائي) الناعم .. والطرف الإنساني الآخر .. المختلف عن (آدم) في كل شيء .. والمتفق معه على كل شيء .. والمتميز بمشاعره المتطرفه في حالات (الحب)وحالات (الكره) \
فحواء عندما تحب فهي تعتقد حبها وتتعامل من خلاله.. وعندما تكره ايضا فإنها تعتقد كرهها الفطري المتمثل بـ (الغيره) !!. وسأتجاهل الثانيه لأتحدث عن الأولى.. ألا وهي حالة (الحب) عند (حواء) المحبه لـ (آدم) عندما يبايعها على (الحب) ويكون صادقا ووفيا في حبه لها.. فهاهي تستهل بالحب بالحب في حديثها عندما تقول:
حبي كساك الفرح والعشق والنشوى
لو ماتضمك عباتك ضمتك عيني
إعلان صريح للحب يسافر من أحاسيسها طائرا محلقا.. يحمل فوق اجنحته إخلاصا وتضحيه .. متجهان صوب اسعاد (آدم) المحب لها.. ولتتأكد من مكانتها أكثر في قلب (آدم) فإنها تسأله!!.. هل يبادلها نفس الشعور؟!.. ويقاسمها ويشاركها فيما هي فيه من (الحب)؟!.. فيجيبها (آدم) بـ (نعم)!!..
عندها!!.. تصرخ وتهب متراقصة فرحا.. لتطلق العنان لإعلانات جديده.. تحمل معها إهداءات متتاليه.. تضج تفانيا وإخلاصا .. إهداءات تبخل بها (حواء) إلا على (آدم) المحب لها عندما تقول:
دامي سألتك! تحب؟ وقلت لي أهوى
أهديتك العقد والألماس وسنيني
وتسترسل أكثر في إهداءاتها لـ (آدم) وتثقل عاتقه .. وتنهك قواه بتلك الإهداءات عندما تقول :
اهديتك الطوق والمعصم إذا تقوى
طوق سنينك واسكن في دفا ايديني
ألم اقول لكم أن (حواء) إذا أحبت (آدم) فإنها تجود عليه بما تبخل به على غيره ؟!
و(حواء) أيضا تغوص وتتعمق في (الحب) متشبعه.. ومليئة بـ (الرومانسيه).. فنجدها تحلم.. وتحلم.. وتتوغل في الحلم اكثر عندما تقول :
واياك احلق واسامر نجمة السلوى
وتنام كل المداين في بساتيني
و(حواء) لاتكتفي بـ (الحب) فحسب!!.. وإنما تبحث كطفلة بريئه عن بوتقة الأمان في (الحب) ودفئه لتسكنها وتتمدد فيها.
ولحواء مشهدا آخر تصر فيه على أن تكون صاحبة السبق في (الحب) وتبين من خلاله لـ (آدم) انها القادرة على اسعاده وزرع البهجة في دنياه.. لذلك هاهي تقبل عليه شوقا وولها .. لتنهال عليه بالتضحيات .. وتلملمه من شوارع حزنه .. وصحاري ألمه.. وتغدق عليه عطفا وجنانا.. وذلك يتمثل في قولها :
اكسيك واكسي صحاري ودها تروى
يوم المطر شح ذا الصحرا تناديني
وتسترسل ايضا :
لبيه ياداعي النسمات والنشوى
ان ماكسيتك وله ماضامتك عيني
لذلك دعونا نحن معشر (الآدميين) نقر ونعترف بسيادة(الحوائيات) لعالم الحب.
ملاحظه:
ابيات الشعر للشاعره المتألقه (نجدية سدير)
ومايميز هذه القصيده انها تبدا من الاعلى الى الاسفل ومن الاسفل الى الاعلى دون ان ترتبك معاني ابياتها او يعلو احدها على الاخر وذلك يعود لقوة الترابط فيما بينها
لذلك ادعوكم لقرءة الابيات من جديد ولكن هذي المره من الاسفل الى الاعلى لتتأكدوا من ابداع هذه الشاعره
اخيرا شكرا لحواء وشكرا للشاعره نجدية سدير على هذه الابيات التي جعلتني اكتب هذا المقال عن حواء.