كيف تخشع في صلاتك ؟
والآن بقي لنا أن نتساءل كيف تخشع في صلاتك ؟ فالذي يعين علي الخشوع شيئان أحدهما يتعلق عن خارج الصلاة والآخر يتعلق عن داخل الصلاة
فالذي يتعلق عن داخل الصلاة توحيد الله سبحانه وتعالي في ألوهيته وربوبيته وأسماءه وصفاته ، والإخلاص وحضور مراقبة الله ، والمتابعة الكاملة للرسول صلي الله عليه وسلم ، والقيام بالمامورات والإجتناب عن المنهيات ، والتجنب الكامل عن الأكل الحرام واللباس الحرام ، ومصاحبة الخاشعين في الصلاة ، والإكثار من الدعاء من الله سبحانه وتعالي –
وأما الوسائل التي تتعلق عن داخل الصلاة
إستعد للصلاة :
كالترديد مع المؤذن والإتيان بالدعا بعد الأذان ، والدعاء بين الأذان والإقامة ، وإتقان الوضومع استحضارفضله، والتسمية قبله والذكر والدعاء بعده ، والإعتناء بالسواك ، وأخذ الزينة باللباس الحسن النظيف –فإذا فعلت ذلك فأني للشيطان أن يقربك وأني له أن يدخل عليك بوسواسه
عندما توجهت الي المسجد تذكر البشارات التي بشرها النبي صلي الله عليه وسلم للذين يروحون ويغدون إلي المساجد حيث لم يخط خطوة إلارفع الله به درجة وحط عنه بها خطيئة فإذا وصلت المسجد انتظر الصلاة وتذكربأن الملاكة تدعو لك وتقول " اللهم اغفر له وارحمه" مالم تحدث -
ابتعد عن كل ما يشغلك :
قبل أن تدخل في الصلاة ابتعد عن كل ما يشغلك سواء كان أمامك أو ما تلبسه أوما تسجد عليه بأن تختار مكانا هادئا خاليا من الزخارف والألوان فعن عائشة رضي الله عنها قالت قام النبي صلي الله عليه وسلم يصلي في خميصة ذات أعلام فنظر إلي علمها فلما قضي صلاته قال : إذهبوا بهذه الخميصة إلي أبي جهم بن حذيفة وأتوني بأنبجانية ، فإنها ألهتني آنفا في صلاتي (رواه مسلم)
وكذلك إذا اشتهيت الطعام أو حضرك البول أو الغائط تفرغ منهما قبل الدخول في الصلاة ففي الحديث " لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان " ، فالمهم ابتعد عن جميع مايمكن أن يشغلك في صلاتك ويذهب خشوع صلاتك ، ثم استقبل القبلة ، وقم بتسوية الصفوف واملأ الفراغ في الصف ولاتتركه للشيطان ، ولاتنسي السواك قبل الدخول في الصلاة فإنه مطهر للفم ومرضاة للرب ،ولأنك تذهب تناجي ربك ،
تخيل ذات الله :
ثم ترفع يديك حذو منكبيك أو حيال أذنيك وقل " الله أكبر" وتخيل ذات الله سبحانه وتعالي بمن بيده ملكوت كل شيء ، بمن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه فإذا تألق الخيال بمثل هذه المعاني فإن الخشوع سيمتلك قلبك
تذكر الموت :
تذكر الموت في الصلاة وصل صلاة مودع ففي الحديث "أذكر الموت في صلاتك ، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته ، وصل صلاة رجل لايظن أنه يصلي غيرها الصحيحة 1421 ، وفي هذا المعني وصية النبي صلي الله عليه وسلم لأبي أيوب رضي الله عنه "إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع "
تصور بأنك تري الله :
تصور في صلاتك بأنك تري الله سبحانه وتعالي وهذا أعلي درجة الإحسان كما في الحديث " الإحسان أن تعبدالله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "
تأمل في الآيات والأذكار تفاعل معها :
فالشخص الذي يقرأ ولا يتدبر ، ينتشر فكره ولايلتذ بقراءة الآيات ولذلك يقول ابن جرير رحمه الله " إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله (اي تفسيره ) كيف يلتذ يقراءته "
تذكر بأنك تناجي ربك:
تذكر وأنت في الصلاة بأنك تناجي ربك والله سبحانه وتعالي يجيبك في صلاتك ، ففي الحديث " قال الله عزوجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ماسأل، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين قال الله : حمدني عبدي، فإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله : أثني علي عبدي ،فإذا قال : مالك يوم الدين ،ةقال الله : مجدني عبدي ، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين ، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال: إهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غيرالمغضوب عليهم ولا الضالين ، قال الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " (مسلم)
إطمئن في صلاتك :
وكان النبي صلي الله عليه وسلم يطمئن حتي يرجع كل عظم إلي موضعه وأمر بذلك المسيء صلاته وقال له " لاتتم صلاة أحدكم حتي يفعل ذلك " (أبوداؤد)
تنوع في السور والآيات والأذكار والأدعية:
فالتنويع في السور والآيات والأذكار والأدعية في الصلاة أكمل في الخشوع ،
تعوذ بالله من الشيطن الرجيم :
فالشيطان عدو لنا ومن عداوته قيامه بالوسوسة للمصلي كي يذهب خشوعه ويلبس عليه صلاته، ولمواجهة كيد الشيطان أرشدنا النبي صلي الله عليه وسلم إلي العلاج ففي صحيح مسلم عن أبي العاص رضي الله عنه قال – يارسول الله ، إن الشيطن قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي ، يلبسها علي ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل علي يسارك ثلاثا " قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني "
واظب علي الأذكار بعد الصلاة :
مما يعين علي تثبيت الخشوع في الصلاة الإهتمام بالأذكار الواردة بعد الصلاة ، والمواظبة علي أداء الصلوات الخمسة بالجماعة وإهتمام السنن الراتبة والنوافل –
جعلنا الله من الخاشعين والخاشعات في الصلاة اللهم آمين