قـيہـثہـارة*¨*¨*بـہابہـلہ
عدد المساهمات : 176 تاريخ التسجيل : 08/05/2011 العمر : 40 الموقع : لعراق\ بابل
| موضوع: فاطمة وأبوها حجاب الله عليهم الصلاة والسلام الجمعة يونيو 10, 2011 7:00 am | |
| اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف فاطمة وأبوها حجاب الله
لما حضرت رسول الله الوفاة دعا الأنصار، وكان مما أوصاهم به الله الله في أهل بيتي مصابيح الظلم ومعادن العلم، وينابيع الحكم، ومستقر الملائكة، منهم وصيي وأميني ووارثي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى، ألا هل بلغت معاشر الأنصار؟ ألا فاسمعوا ومن حضر ألا أن فاطمة بابها بابي، وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله قال عيسى الضرير فبكى أبو الحسن عليه السلام وقال هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، يا أمه صلوات الله عليها بحار الأنوار ج22 ص476 ح27 وروى محمد بن الحسن الصفار وكذلك روى الكليني عن الإمام الباقر أنه قال بنا عبد الله، وبنا عرف الله، وبنا وعد (وحد في الكافي ) الله، ومحمد حجاب الله بصائر الدرجات ص84 ح12 ، الكافي ج1 ص145 ح10
فاطمة وأبوها حجاب الله وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم في روايتي الصفار والكليني بأنه حجاب الله تعالى، وكذلك وصفت فاطمة الزهراء بأنها حجاب الله عز وجل في رواية عيسى المستفاد، وهذا يعني أن لله عز وجل حجابا واحدا لا حجابين، فمحمد ص وفاطمة وكذلك بقية الأئمة لا تغاير بينهم، وهم يشكلون معا حجاب الله عز وجل فما المقصود من هذا الحجاب؟ نحن نعلم أنه ليس بين الله وخلقه حجاب البحار ج3 ص330 ح34 كما نعلم من خلال الكثير من الروايات أن الله عز وجل عبد وعرف بأهل البيت فكيف يصح أن يصير أفضل الخلق حجابا لله؟ أليس في ذلك صفة منقصة لهم حاشاهم حيث أنهم صاروا حجابا لله ومانعا عن الوصول إليه ؟ سيتبين الجواب عن هذا السؤال من خلال عرض المعاني المحتملة في الحديثين الذين صدرت بهما الخطبة
الحجاب واسطة في الهداية والرحمة وهذا هو المعنى الأول للحديث، فالحجاب يعني الذي يتوسط بين شيئين، بين المحجوب عنه وهو هنا المخلوق، وبين المحجوب وهو هنا الله عز وجل، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم واسطة في إيصال الهداية والرحمة من الله إلى عباده وخلقه الكافي ج1 ص145 الهامش، نقلا عن الفيض الكاشاني في الوافي أي أن الخلق لا يمكن لهم أن يصلوا للهداية بشكل مباشر ولا يمكن لهم أن ينالوا الرحمة الإلهية بشكل مباشر، ومن ثم لابد لهم من واسطة توصل لهم تلك الهداية، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بما فيه من الكمالات غير الموجودة في البشر هو القادر على هداية الناس والبلوغ بهم إلى بر الأمان والسعادة، وعدم كون الناس كذلك إنما هو لجهة نقصهم وعدم وجود الأرضية التي تؤهلهم لكونهم هادين، بل غاية ما يبلغونه هو كونهم مهديين من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ( يونس / 35 ) وفاطمة الزهراء مثل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الجهة، فهي مسلك الهداية والرحمة، وكل من اتخذ موقفا مضادا لها فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والهداية، فلم تكن فاطمة لمثل ذلك الشخص حجابا بل كانت واسطة رحمة وهداية له، ولكنه صار بنفسه وبفعله عبر إيذائها وعنادها حجابا عن الرحمة والهداية
الحجاب مستودع الفيض والسر الإلهي وهذا هو المعنى الثاني للحديث ، فالحجاب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم والزهراء والأئمة يقع في الوسط بين الله وخلقه، فمن الجهة المتصلة بالخلق لايوجد أي كمال لأن الخلق موطن النقص إلا ما أفاض الله عليهم بواسطتهم ومن الجهة المرتبطة بالله عز وجل فهناك كل الكمال والجمال، وهذا الحجاب له اتصال مباشر ومن دون واسطة بكلا الجهتين، وهو بهذا اللحاظ يتلقى كل الفيض والكمال والنور من الله عز وجل، وفيه القابلية لتلقي ذلك النور، ومن ثم صار المعصومون خزنة لعلم الله عز وجل ومستودعا لأسراره وفي الحديث الذي رواه الكراجكي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأبي ذر وهو يصف أمير المؤمنين ولا يستره من الله ستر، ولا يحجبه من الله حجاب، وهو الحجاب والستر عنه كنز الدقائق ج14 ص525 ط وزارة الإرشاد – طهران ومن هنا يعلم أن ما ترشح منهم إلينا من فضائلهم وكمالاتهم وعلومهم الربانية والتي يستثقلها البعض ويرفضها الآخر ويؤمن بها من امتحن الله قلبه للإيمان ومن خلال ما يسمح به هذا الحجاب من تمرير ما يمكن تمريره من نور إنما هو نزر يسير مما هم عليه في واقع الحال، وليست في الخلق قابلية لتحمل المزيد مما لديهم من علوم وفضائل، لأن وعاء الخلق قاصر عن تلقي ذلك النور والعلم الإلهي ومما يشهد لهذا المعنى ما رواه الشيخ الصدوق بسند معتبر عند من يقول باعتبار محمد بن سنان وزياد بن المنذر كما يظهر من الشيخ موسى الزنجاني في كتابه الجامع في الرجال في باب القضاء والقدر من التوحيد عن محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال قال أمير المؤمنين في القدر ألا أن القدر سر من سر الله، وستر من ستر الله، وحرز من حرز الله، مرفوع في حجاب الله ...الخ التوحيد ص383 ح32 فإن القدر الذي يمثل السر الإلهي رفعه الله ووضعه في حجابه الذي هو فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها صلوات الله عليهم أجمعين | |
|